4 مبادئ اعتمدها ستيف جوبز في حل أزمة آبل 1997

أزمة آبل 1997 كادت أن تنهي حياة التفاحة المقضومة لولا خطة العبقري ستيف!

خلال نهاية القرن الماضي غرقت آبل في أزمة وصفت بأنها قاتلة وكان بإمكانها أن تضع نهاية للشركة الأمريكية التي خرجت منها أقوى من السابق، والفضل في ذلك يعود إلى الراحل ستيف جوبز الذي عاد للشركة خلال 1997 وكانت مهمته واضحة وهي إنهاء الفوضى والأزمة التي تتخبط فيها الشركة.

وكما نعلم جميعا فقد نجح في المهمة في وقت قياسي واستعادت الشركة هيبتها بل وسيطرت على قطاع الموبايل خلال السنوات الأخيرة بفضل آيفون.

والحقيقة أن حل الأزمة بالنسبة لستيف جوبز لم يكن عشوائيا، لم يأتي هكذا ويصدر قرارا وانتهى الأمر، فقد فكر جيدا قبل أن يقوم بأي تصرفات أو خطوات ومن خلال خطته خرجنا بأربعة مبادئ اعتمد عليها في حل الأزمة يمنها أن تساعدك في حل أزمة شركتك أو الشركة التي تتولى مهمة انقاذها.

 

  • معاينة واقع الشركة عن قرب

عندما تولى ستيف جوبز مهمة الرئيس التنفيذي للشركة وهو كان من قبل مؤسسا لها لكنه تم فصله وطرده سابقا، فقد احتاج لبعض الوقت ليعاين الخسائر ويكون على معرفة بالوضع الحقيقي للشركة بعيدا عن التقارير الإعلامية التي كانت تتحدث عنها في الصحف والمجلات.

في الأشهر الأولى التي قضاها في الشركة بعودته لا تزال الخسائر مستمرة، ويكفي أن تعلم بأنها خسرت في 3 أشهر بوجوده حوالي 1.04 مليار دولار.

معاينة وضع الشركة قادته للعديد من الاستنتاجات خصوصا بعد أن قام ببعض الاستجوابات مع الرؤساء التنفيذيين في الشركة والمدراء حيث كان يطرح عليهم تساؤلات الهدف منها الخروج بخطة اعادة تنظيم المنتجات التي تقدمها الشركة.

 

  • تكرار المنتجات وكثرة التصنيفات سبب من أسباب الأزمات

جاء ستيف جوبز بفكرة جاهزة يؤمن بها وهي أن عرض الكثير من المنتجات المتشابهة للعملاء المحتملين يعيق عملية البيع، حيث يدخل هؤلاء في حيرة من أمرهم وقد لا يعودون لشراء منتجات جديدة من الشركة.

في هذا الوقت وجد الكثير من حواسيب الماك مختلفة من حيث الخيارات وبعض المواصفات والتقنيات لكنها متشابهة كلها، وكانت الشركة تعتقد أن توفير الكثير من الخيارات يخدم جميع الأذواق، لكن بالنسبة لستيف فهذا يعيق عملية الاختيار ويجعلها عملية طويلة أو دون نتيجة.

لهذا أقدم على التخلص من 70 في المئة من منتجات الشركة ليعيد تنظيم المنتجات التي تعرضها الشركة حيث كانت تعرض 12 حاسوب ماكنتوش مختلف وقلص عدد الإصدارات التي تنتجها الشركة إلى 4 فقط منها كمبيوتر عادي واحد وآخر محمول وقد تم إطلاق iMAC و iBook وهي متصلة بالإنترنت فيما تخلص من موديلات قديمة وأخرى جديدة كانت تقوض عملية الإختيار لدى العملاء المحتملين.

وفي الحقيقة هذه الخطوة قلصت من العمليات التشغيلية حيث الشركة لم تعد تنتج وتكدس المنتجات بل لديها الآن أربعة منتجات تتابع مبيعاتها وحالة توفرها وتتحكم بشكل أفضل في سرعة إنتاجها.

 

  • تخفيض عدد العمال والموظفين أمر مهم

ركن مهم ضمن أية عملية اعادة هيكلة الشركة هي التخلص من الموظفين وتسريح عدد منهم للوصول إلى العدد الكافي من الأشخاص الذين ينتجون فعلا ويساهمون في تقدم المؤسسة.

وكان واضحا أن هذه هي خطوته التالية فبعد التخلص من 70 في المنتجات قامت الشركة بتسريح الموظفين والعمال الذين يعملون في هذه الخطوط الإنتاجية الزائدة.

هذه الخطوة خفضت الخسائر التشغيلية للشركة بشكل واضح.

 

  • التركيز على الإبداع وليس على الكم

بعد هذه الخطوات البسيطة كما تبدو لك، فقد قرر ستيف جوبز أن لا يتم إصدار أي منتج جديد دون دراسة مسبقة ومعرفة الغاية منه ولماذا سيقتنيه العملاء.

وكانت فلسفته قد تركزت على الإبداع في التصميم والتقنيات المدمجة بالأجهزة والعمل على تصغير الحواسيب ضمن توجه عالمي عشناه جميعا حتى وصلنا لما نحن عليه.

وبإطلاق منتجات جديدة تقضي الشركة على إصدارات مرت العديد من السنوات على إطلاقها، فيما كانت تتفادى التركيز على الكم بل إطلاق منتج واحد أو منتجين فقط.

 

 

نهاية المقال:

بعد عام من بدء الإصلاحات تمكن ستيف جوبز من تحويل الخسائر إلى أرباح لتحقق آبل أرباحا وصلت إلى 309 مليون دولار، وتقضي تماما على الخسائر التي تتعدى 1 مليار دولار كل 3 أشهر.

وبدون الخطة التي اعتمدها والتي بنيت على نقاط جد بسيطة لم تكن لتستمر هذه الشركة، بل كانت لتتعرض للإفلاس مع بداية القرن الحالي.

الجميل أن هذه المبادئ والخطوات لا تزال جزءا من خطوات إدارة الأزمات المالية التي يمكن أن تعاني منها أي شركة في العالم.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز