5 دروس من فوز أتلتيكو مدريد بالسوبر الأوروبي على حساب ريال مدريد

فوز أتلتيكو مدريد بالسوبر الأوروبي على حساب ريال مدريد في مباراة امتدت نحو الأشوط الإضافية وانتهت بنتيجة 4-2

شكل فوز أتلتيكو مدريد على جاره ريال مدريد صاحب التاريخ المليء بالأمجاد والألقاب مفاجأة كبرى وصدمة لأنصار الملكي في كل أرجاء المعمورة.

فقد اعتاد عشاق بطل أوروبا أن يفوز ريال مدريد على أتلتيكو مدريد في النهائيات الأوروبية ولو بشق الأنفس خلال السنوات الأخيرة.

خسر أتلتيكو مدريد أول لقب أبطال أوروبا له على بعد ثوان من ناهية الوقت الأصلي عام 2014 أمام جاره ومني بهزيمة قاسية في الأشواط الإضافية، وفي عام 2016 عاد مجددا للنهائي ليلاقي الجار ويهزم بركلات الترجيح.

كان واضحا أن أتلتيكو يقترب من مستوى أكبر قطب في مدريد، وهو ما لاحظه العقلاء من المراقبين وحتى من مشجعي الفريقين.

لكن خروج أتلتيكو مدريد الموسم الماضي من دور المجموعات في بطولة أبطال أوروبا التي عاندته كثيرا، شكل خدعة إذ في الوقت الذي يرى كثيرون أن أتلتيكو مدريد غالبا سيفوز بالدوري الأوربي الذي سقط إليه والذي فاز به عدة مرات من قبل وسيواجه ريال مدريد في السوبر الأوروبي، إلا أن فئة كبيرة يرون أن عودة أتلتيكو نحو بطولة الفرق المتوسطة تعني انهيار مشروعه.

هذه الفئة تستدل بأن أتلتيكو مدريد نادي غير محظوظ إذ أنه حتى في أفضل فترة تاريخية له واجه صحوة ريال مدريد كما أنه خسر لقب أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ بهدف من مدافع في آخر الدقائق وهزيمة برباعية في المباراة التي تمت اعادتها، لينكمش الفريق أوروبيا ثم ينهار لاحقا دون أن ينضم إلى صفوة الكبار.

هؤلاء مخطئون لأن النادي استفاد من أخطائه السابقة والإفلاس الذي عاشه سابقا، ولديه مشروع قوي هذه المرة ولا يريد العودة إلى الأيام البائسة.

في هذا المقال هناك دروس يمكنك استفادتها من فوز أتلتيكو مدريد بالسوبر الأوروبي على حساب ريال مدريد في مباراة امتدت نحو الأشوط الإضافية وانتهت بنتيجة 4-2

  • أتلتيكو مدريد لن يعود إلى الوراء

إذا كنت تعتقد أن هذا النادي سيعود إلى الوراء وسيترك ريال مدريد وبرشلونة يسيطران على إسبانيا فأنت واهم، لقد أشرت إلى هذا أكثر من مرة، النادي المدريدي يعمل بذكاء وقد تخلص من ديونه وبدأ يحقق أرباحا جيدة، وتمكن خلال الصيف الحالي من الحفاظ على نجومه في الحراسة والهجوم والدفاع ومختلف المراكز، بل وتخلص من بعض النجوم كبار السن وعزز بعض المراكز بشراء لاعبين صاعدين بأسعار مقبولة بعيدا عن المبالغات في التسعير والتي تعاني منها الأندية الكبيرة.

لا يزال أتلتيكو مدريد يحافز على سياسته وهي شراء لاعبين لديهم مهارات جيدة لكنهم ليسوا نجوم مشاهير، وهذا من أندية أصغر ومن خلال التدريبات واللعب يحولهم إلى نجوم كبار، والجديد هو أنه لا يميل حاليا إلى بيعهم بسهولة بل يحتفظ بهم ويحاول الإبقاء عليهم عوض أن ينتقلوا إلى أندية أخرى منافسة.

  • فوز أتلتيكو مدريد بدوري أبطال أوروبا سيحدث قريبا جدا

يحتل نادي أتلتيكو مدريد المرتبة الثانية ضمن أقوى فرق أوروبا وهذا خلف ريال مدريد الذي توج بلقب أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي خلال السنوات الأخيرة.

كان من الممكن أن يفوز أتلتيكو مدريد بلقبين على الأقل، ولولا ريال مدريد لحقق النادي المدريدي اللقب أكثر من مرتين.

في الموسم الجديد لعام 2019، ينتظر أن يستضيف ملعب أتلتيكو مدريد نهائي أبطال أوروبا، وهذا حافز قوي وإضافي يجعل هذا الفريق متماسك وعازم على أن يحقق اللقب العنيد لينهي عقدة نهائيات أبطال أوروبا التي تلازمه، لا يستبعد أن يفوز النادي المدريدي بأول لقب له في هذه البطولة العام المقبل.

  • القيمة السوقية لفريق أتلتيكو مدريد تتجاوز ريال مدريد

منذ أيام نشرت على تويتر و فيس بوك مقارنة في القيمة السوقية بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد من نهائي أبطال أوروبا 2014 إلى 2016 نحو السوبر الأوروبي 2018.

نهائي أبطال أوروبا 2014: أتلتيكو مدريد بقيمة 288.9 مليون يورو ضد ريال مدريد بقيمة 519.8 مليون يورو

نهائي أبطال أوروبا 2016: أتلتيكو مدريد بقيمة 352.2 مليون يورو ضد ريال مدريد بقيمة 761.6 مليون يورو

السوبر الأوروبي 2018: أتلتيكو مدريد بقيمة 858 مليون يورو ضد ريال مدريد بقيمة 775.7 مليون يورو.

من خلال هذه الأرقام يتبين لنا النمو الهائل الذي حققه أتلتيكو مدريد خلال العامين الاخيرين وهذا يفضل تجديد عقود اللاعبين وزيادة الرواتب إضافة إلى الشروط الجزائية.

أما ريال مدريد فقد فقد بعض قيمته خصوصا مع بيع رونالدو الذي ظل النجم الأول في الفريق لسنوات طويلة وانتقل هذا الصيف إلى يوفنتوس الإيطالي.

  • الطريق إلى المجد ليس سهلا وطويل للغاية

ليس من السهل أن يتفوق فريق مثل أتلتيكو مدريد على ريال مدريد وبرشلونة ويفوز بعدة ألقاب على حسابهما، وما يفعله الفريق الذي يصنف كثالث أكبر نادي اسباني مثير للإعجاب ويحتاج من الجميع إلى دراسة وتأمل وتأني حقيقي.

نادي أتلتيكو مدريد يبذل جهدا كبيرا والفريق بشكل عام مجتهد ويتمتع بمدرب مجتهد يمسك بزمام الأمور منذ سنوات دون أن يتغير، بل تحول إلى أسطورة وأيقونة للفريق وهو دييغو سيميوني.

الطريق إلى المجد صعب للغاية، لكن تفوق أتلتيكو مدريد على الكبار ممكن، ويمكن باستمرار الصحوة الحالية أن يتمكن الفريق الإسباني من وضع هيمنة لسيطرتهما على الكرة الإسبانية والأوروبية.

  • التطور أساس النجاح

معروف على أن فريق أتلتيكو مدريد هو من الفرق الدفاعية والتي تؤمن بأن الدفاع يجلب الألقاب، لكن خلال السوبر الأوروبي أظهر الفريق مهاراته الهجومية، ومن خلال التعاقدات التي أقدم عليها خلال الصيف الجاري، أصبح لديه في لاعب مميز في كل مركز.

يبدو أن الفريق لن يواصل اللعب بالدفاع المبالغ فيه بل يسعى إلى الجمع بين الدفاع القوي والهجوم الكاسح للمنافسين مع تعدد الخيارات وامتلاكه أسلحة في كل المراكز.

 

نهاية المقال:

قلت أكثر من مرة أن أتلتيكو مدريد يقترب من احراز لقب أبطال أوروبا، وهزيمة ريال مدريد في السوبر الأوروبي بنتيجة 4-2 في الأشواط الإضافية تتكامل تماما مع الثورة الإقتصادية لأكثر نادي نال إعجاب المراقبين الإقتصاديين والرياضيين خلال العقد الأخير.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز