حظر هواوي تمهيد لتقسيم الإنترنت ما بين الصين وأمريكا

حظر هواوي تمهيد لتقسيم الإنترنت ما بين الصين وأمريكا

يوم الأربعاء الماضي، وقعت شركة هواوي صفقة مع أكبر شركة اتصالات في روسيا وهي MTS وهذا لتطوير تقنيات الجيل الخامس وإطلاق شبكة حديثة في روسيا خلال العام المقبل.

يأتي ذلك في الوقت الذي وافقت فيه الصين على أول دفعة من ترخيص الجيل الخامس للاستخدام التجاري، حيث كشفت حسب تعبير وسائل الإعلام الرسمية، “عصر جديد لصناعة الاتصالات”.

ستشارك هواوي بشدة في هذا المشروع، إضافة إلى أكثر من 45 عقدًا من عقود الجيل الخامس التجارية التي وقعتها الشركة في 30 دولة حول العالم.

وقعت نوكيا الفنلندية 12 عقدًا جديدًا من الجيل الخامس في الشهرين الأخيرين، مقارنة بثلاثة عقود فقط لشركة هواوي، لكن تبقى الأخيرة رائدة وما تقدمه من تقنية أفضل من منافساتها حسب خبراء الإتصالات.

الإتفاق الذي عقد في روسيا مؤخرا بحضور الرئيس الصيني الذي كان متواجدا هناك، يأتي ليوضح أكثر الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين حول تقنية الجيل الخامس.

  • حظر هواوي في الولايات المتحدة وعدة دول أخرى

تم حظر هواوي في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يضرب خطط تبني وإطلاق شبكة الجيل الخامس في أكبر دولة في العالم.

على خطى واشنطن فإن أستراليا ونيوزيلندا إضافة إلى تايوان هي دول قد أقدمت على حظر الشركة الصينية العملاقة.

سيكون على شركات الإتصالات في هذه الدول التعامل مع اريكسون ونوكيا وهي شركتين رائدتين أيضا في هذا المجال لكنهما يقدمان الخدمة بأسعار أعلى وهناك مصادر تقول أن التقنية لا ترتقي في جودتها إلى الجودة العالية التي تقدمها هواوي.

  • التحقيق في أنشطة هواوي مستمر بدول أخرى

الحظر الأمريكي دفع عدة دول إلى مطالبة هواوي بإثبات أنها بريئة من التهم الأمريكية، وتتعاون الشركة الصينية مع التحقيقات وهذا في دول الإتحاد الأوروبي واليابان وكندا.

وقد أكدت ألمانيا أن التهم الأمريكية غير صحيحة وأن الشركة الصينية لحد الآن بريئة ولا تستخدم شبكات الإتصال السابقة أو الجديدة لأغراض التجسس.

التحقيقات مستمرة وقد تنضم المزيد من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه القائمة مستقبلا، ولا يستبعد أن تقوم اليابان بحظر الشركة الصينية.

  • انقسام عالمي حول هواوي

هذا يجعلنا أمام مشهد عالمي واضح، الولايات المتحدة وحلفائها عازمة على حظر هواوي ومحاسبتها ومنعها، بينما هناك الصين وحفائها مثل روسيا ليس لديها مشكلة مع الشركة الصينية وتعتمد عليها في تطوير شبكات الإتصالات بها.

الخبراء الأمريكيين يرون أن هذا  المشهد يهدد الويب العالمي ويعمق الإنقسامات الجارية حاليا على الإنترنت ورغبة كل من الصين والولايات المتحدة بالتفرد بها والتحكم فيها.

الأسوأ من ذلك أن تقنية الجيل الخامس في الدول الحليفة للصين والتي تتعامل معها ستكون أفضل من نظيرتها في الولايات المتحدة وحلفائها التي ستحضر الشركة الصينية.

هذا يوضح لنا نهاية التفوق الغربي في مجال تطوير الإتصالات وتقديم الحلول، وهذا لصالح العالم الشرقي ونتحدث عن الصين وروسيا.

  • تقسيم سيء للإنترنت بين الصين وأمريكا

أسوأ سيناريو بالنسبة للعديد من المراقبين هو أن هذه الفجوة تزداد قوة، مما يجبر الحكومات على اختيار الجوانب وإنشاء شبكة انقسام من الجيل التالي بين الصين والولايات المتحدة، وهو أمر يمكن أن يكون له تداعيات كبيرة فيما وراءه تقدم شركة الاتصالات معدات الشبكات.

كتب تيم كولبان، المحلل التكنولوجي مؤخرًا: “إن وجود مجالات تكنولوجية متبادلة لا يعني ببساطة أن سلاسل التوريد ستعكس بعضها البعض في قارات مختلفة”، “بدلاً من ذلك بالنسبة للدول في جميع أنحاء العالم فإن هذا يعني أن كل قرار تجاري واستثماري يصبح قرارًا سياسيًا”.

إن رؤية الإنترنت كمنصة مفتوحة ومشتركة تتخطى فيها التقنيات والمعايير الحدود وتتطور بطريقة معولمة هي الهدف من الشبكة العالمية، لكن الحرب التجارية الحالية بين الصين والولايات المتحدة تهدد فعلا هذا المفهوم.

خلال السنوات الأخيرة فإن الويب المفتوح هو “بنية هشة وعرضية للأجهزة والبرامج والمعايير وقواعد البيانات، تحكمها مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة الخاصة والعامة التي سلوكها مقيدة فقط بواسطة البروتوكولات الطوعية”.

هذه الهشاشة أصبحت أكثر وضوحا، فالصين وعدد من الدول الأخرى تتبنى سياسة فرض السيادة على الإنترنت والرقابة، بينما هناك دول مثل الولايات المتحدة تتبنى الإنترنت المفتوح مع أن تدخلات الإتحاد الأوروبي وواشنطن والرقابة المتصاعدة من جهتهما تضرب مفهوم “الإنترنت المفتوح”.

 

نهاية المقال:

الحرب التجارية الحالية تهدد وحدة الإنترنت والمبادئ الأساسية للعالم الإفتراضي وتضعنا بين قطبين متعاركين.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز