نظرية المؤامرة مرادف الأكاذيب والغباء والمسخرة

نظرية المؤامرة مرادف الأكاذيب والغباء والمسخرة

هل تذكر في عز الحجر الصحي الشامل كيف أصبحت الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام مسرحا لقصص نظرية المؤامرة؟ وبالطبع لم يتحقق أي منها.

لقد أظهر العالم كله بما فيه العالم الإسلامي غباء منقطع النظير وجهلا بتاريخ الأوبئة وذعرا غير مسبوق في العصر الحديث.

ارتبط اسم بيل غيتس بالمؤامرة ضد البشرية باستخدام كورونا، لكن الملياردير الأمريكي قارئ محترف للتاريخ، ويعلم ما نعرفه جميعا، أن التاريخ يعيد نفسه لكن أغلب الناس لا يقرؤون.

عان فيس بوك يوتيوب وبقية المنصات الاجتماعية من قصص نظرية المؤامرة، كلها تحذر من اللقاح المنتظر، ومنها ما ينكر المرض ويكذب الواقع.

إلى أن انتشر المرض وفتحت الدول اقتصادها هذا الصيف، ووصل الفيروس إلى بيوت الناس وتسبب في مقتل الكثير من الناس، حينها علم المؤمنون بهذه الترهات أنهم مخطئون.

لكن ما حدث طبيعي، فعندما يخاف الإنسان ويجهل عدوه، يصنع حوله أساطير ويشير إلى أنه مؤيد من جهات خطيرة لا ترى بالعين المجردة.

إذا وضعنا أزمة فيروس كورونا في السياق الواقعي والتاريخي أيضا، فإن حدوث الجائحة كان متوقعا، فالتاريخ مليء بالأوبئة التي قتلت الملايين من الناس.

حتى في زمن الخلافة الإسلامية بعهد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، واجه المسلمون الطاعون في الشام والعراق وقتل بسببه الكثير من صحابة رسول الله.

لا نعرف بدقة كيف يفكر الإنسان الحديث، هل يظن أن التكنولوجيا وما توصل إليه من علوم يحميه حقا من الأزمات الكبيرة؟ وأن حدوث موجة وباء أمر لا يصدق.

الفيروسات والأوبئة تتطور هي الأخرى كما نتطور وتتطور كافة المخلوقات على الأرض، وتتعايش مع التغييرات التي تحدث في هذا العالم، لذا من الوارد أن نرى ما هو أخطر من فيروس كورونا مستقبلا.

والحقيقة أن ما يجعلنا نتوقع ذلك، هو تداعيات التلوث والفساد في البيئة من قبل الإنسان، والتغييرات التي أدخلها حتى في تربية الحيوانات وإنتاج اللحوم.

هذه الظروف تساعد على ظهور أوبئة كبرى تهدد البشرية، وما الفيضانات وموجات الجفاف والحرائق وبقية الإضطرابات البيئة إلا نتيجة فساد الإنسان.

أما أن تصنع دولة معينة الفيروس وتقوم بإطلاقه ضد دولة أخرى فهذا من الغباء المطلق، وقد رأينا كيف انتقل الفيروس من الصين إلى بقية دول العالم، وحتى كوريا الشمالية المعزولة وصل إليها الفيروس.

وقد يقول أحدهم أن فيروس كورونا صناعة صينية لضرب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا غير صحيح أيضا، والتعامل الجيد من الصين مع الوباء يعود لسببين أولا هي دولة ديكتاتورية قادرة على فرض أي إجراءات تريدها على شعبها ولن يعترض أحد لأنه إذا اعترض فالسجن ينتظره، وثانيا فقد تعاملت هذه الدولة مع عدة أوبئة في السنوات القليلة الماضية، وهذا ما نجحت في فعله أيضا تايلاند وفيتنام وبعض الدول المجاورة.

لقد اتضح أن مؤلفي نظرية المؤامرة وناشريها ما هم سوى مجموعة من الأشخاص الذين يؤججون الفوضى ولا يساعدون على حل المشكلة، وهم أنفسهم تجار الأزمات والأوبئة للأسف.

نشرت صحيفة ليبراسيون (Liberation) الفرنسية بقلم الصحفية الفرنسية السورية هالة قضماني، مقالا قالت فيه أن العرب هم رواد نظرية المؤامرة وأنها عادتهم منذ عقود، لكن هذه العادة بدأت تتسلل إلى العالم الغربي.

وفي الواقع وجدت أن العرب الذين يتبنون نظرية المؤامرة لا يخترعون أي شيء من عندهم، بل يترجمون من رواد هذا الفكر المشكك في الولايات المتحدة والعالم الغربي.

وهذه الفئة متأثرة كثيرا باليمين المتطرف في أمريكا والعالم الغربي، ولك أن ترى أن أنصار ترامب هم أكثر من يؤمنون بأن رئيسهم يتعرض لمؤامرة ماسونية، وأنه إذا خسر الانتخابات فهذا بسبب تلك الجهات التي تعمل في الخفاء.

الآن ونحن نستذكر قصص نظرية المؤامرة التي يروج لها الناس خلال الحجر الصحي الشامل والتي تناقلتها أيضا وسائل الإعلام وحتى أكثر الناس عقلانية، لا يسعنا سوى أن نضحك إذ أن تلك الروايات والتفسيرات مرادف الأكاذيب والغباء والمسخرة.

إقرأ أيضا:

أمونج اس والدجال والماسونية ونظرية المؤامرة

نظرية المؤامرة عدوة النجاح والإيمان بالله وسبيل المنهزم

ديفيد آيك: أيقونة نظرية المؤامرة الذي زعم أنه ابن الله

هلاك المؤمنين بنظرية المؤامرة على يد أزمة فيروس كورونا

كيف يمكن لموقع يوتيوب قمع قنوات نظرية المؤامرة ببساطة؟

قصة كيو أنون: نصرة دونالد ترامب بنظرية المؤامرة

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز