لماذا يرتفع سعر الذهب الآن وهل يستمر في الصعود؟

العوامل الثمانية التي تؤثر على سعر الذهب

وصل سعر الذهب إلى أعلى مستوى له منذ 2011، وبالنظر إلى التوقعات التي سبق لي أن قمت بنشرها، فإن المعدن الأصفر يسير في المسار المتوقع بالنسبة لنا.

لقد تعدى سعر الأونصة 1800 دولار أمريكي، وهذا مستوى كبير وأفضل مما كان عليه نهاية 2018 عندما كان سعره 1280 دولار.

بالنسبة لمن اشترى قبل عامين فهذا موسم الحصاد والبيع وتحقيق الأرباح، وبالنسبة لمن اشترى حديثا فهو يراهن على وصوله إلى 2000 دولار كما نتوقع في ظل الركود الإقتصادي العالمي.

السؤال الآن هو: لماذا يرتفع سعر الذهب الآن بالتوازي مع ارتفاع الأسهم؟

  • تزايد المخاوف قبل أغسطس وما بعده

من غير المستبعد أن تتعرض أسواق الأسهم العالمية لسقوط آخر هذا العام بعد أن خسرت في الهبوط السابق 35 في المئة واستعادت معظم خسائرها مع إعادة فتح الإقتصاد.

تتزايد الإصابات بسبب فيروس كورونا، ويعاني العالم من بداية محتملة للموجة الثانية من الفيروس التي ستكون أسوأ وربما يسقط فيها الكثير من الناس قتلى.

رأينا في أستراليا اغلاق ولاية بسبب تفشي الفيروس فيها، كما تعاملت اسبانيا بنفس السياسة مع كتالونيا التي شهدت عزل أكثر من 200 ألف شخص، وتعامل المغرب مع آسفي بنفس السياسة.

ومما سبق يتضح لنا أن الحكومات ستواجه الوباء بإغلاق المدن والولايات المتضررة، وهو ما سيؤثر سلبا على الاقتصاد المنهك أصلا.

تسجل الولايات المتحدة الأمريكية الآن أكثر من 60 ألف إصابة في اليوم، وهذا معدل كبير مقارنة بالذروة السابقة للأخبار والتغطية الصحفية حيث تسجل حينها 20 ألف إصابة في اليوم، بينما تخطت الإصابات اليومية للبرازيل 40 ألف إصابة.

ومن الممكن جدا أن يسوء الوضع خلال أغسطس بالنسبة للإصابات وأيضا تطور الفيروس فقد يصبح قاتلا أكثر مع حلول الخريف.

  • الإستعداد للإغلاق القادم

يشتري كثيرون الذهب لأنه في حال لجأت الحكومات مرة أخرى إلى تشديد الحجر الصحي والطوارئ الصحية، فإن تجارة الذهب ستضرر ولن يكون سهلا شراء المعدن النفيس.

لكن هذه المرة لن تكون الصعوبة هي الوحيدة بالنسبة للذهب، فالأسهم والاقتصاد سيتضرران وقد تنهار دولا بأكملها وتعلن حكومات افلاسها.

وامتلاك الذهب هو الملاذ الآمن في مثل هذه الظروف السيئة، ولهذا يستغل التجار الفرصة الحالية لشراء المزيد منه وكذلك تفعل بعض الحكومات مثل الصين وروسيا.

لا توجد ضمانات على أن الحكومات ستبقي الوضع طبيعيا عندما ينتشر الوباء مجددا ويؤدي إلى الكثير من الضحايا، ومن المنطقي أن يرتفع القتلى في الخريف القادم.

  • انفصال الأسهم عن الإقتصاد الفعلي أمر مخيف

لم تعد البورصات تعبر حقيقة عن الإقتصاد الحقيقي، منذ أبريل وإلى الآن تمكنت البورصة الأمريكية من استعادة كل خسائرها تقريبا، في وقت لا تزال فيه البطالة الأمريكية مرتفعة.

لا تزال الشركات الكبرى والناشئة تعلن افلاسها وتسرح الموظفين وتوقف أنشطتها والكثير منها عاجز عن التعايش مع الوضع الجديد.

القيمة السوقية للكثير من الشركات غير واقعية وغير منطقية، بعها من الواضح للجميع أنها بحاجة إلى بيع أسهمها وليس زيادة قيمتها لأن أنشطتها وايراداتها كلها تراجعت ولن تستعيد عافيتها هذه السنة.

هذا يدفع بعض المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم والذهب هو واحد من الأصول التي يجب شرائها في نظر الكثير من المراقبين والخبراء الماليين.

  • تزايد الديون العالمية وإمكانية تعثر حكومات عديدة

تزايدت ديون الدول المتقدمة في العالم بنجو 20 في المئة، نتيجة الحزم التحفيزية التي قدمتها خلال الأشهر الأخيرة، حيث قامت بضخ المليارات من الدولارات في بورصاتها وتقديم الدعم المادي للأسر المتضررة إضافة إلى التدخل من أجل حماية شركات خاصة وانقاذها من الإفلاس.

دول العالم الثالث وبقية دول العالم ليست استثناء لما حدث، فهي أيضا لجأت إلى الإقتراض بصورة متسارع من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والإتحاد الأوروبي وصندوق النقد العربي والمؤسسات المالية الدولية والعالمية.

صحيح أنه تم تأجيل تسديد الديون لأشهر وحتى لبضع سنوات لكن هذا لا يعني أن الأمور جيدة، فبعض حكومات الدول لن تستطيع تسديد الديون حتى بعد التأجيل المعلن عنه.

من الوارد جدا أن تسقط دولة نامية أو صاعدة أو تعلن احداها الإفلاس، وهذا سيحدث حالة ذعر في الأسواق المالية العالمية ستدفع المستثمرين للجوء نحو الذهب والملاذات الآمنة.

 

من غير المستبعد أن يصل الذهب إلى 2000 دولار خصوصا عن كانت البيانات الاقتصادية سيئة أو حلت الموجة الثانية من كورونا بمساوئ شديدة، كما أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تشجع على ذلك.

إقرأ أيضا:

إلى أين يتجه سعر الذهب خلال 2020 … هذه توقعاتي!

سعر الذهب إلى 14000 دولار خلال 2026

الإستثمار الأفضل بديل الذهب المغشوش في السعودية

خدعة تراجع الذهب بسبب فيروس كورونا وإلى أين يتجه السعر؟

الذهب للنساء والفضة للرجال وهذا سر الطاقة الإيجابية

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز