لا يا صبري بوقادوم الجزائر ليست دولة قوية

لا يا صبري بوقادوم الجزائر ليست دولة قوية

في أحدث تصريح لوزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، قال فيه أن الجزائر دولة قوية ولديها جيش قوي ولا ينبغي لها الخوف من التحديات.

يتحدث واحد من أبرز قادة الجزائر عن التحديات التي تحيط بالبلاد المنهكة من كل الجهات، أولها الصحراء المغربية التي حقق فيها المغرب تقدم ديبلوماسي واقتصادي ممتاز.

وثانيا داعش التي تتقدم على الحدود الجنوبية للبلاد، إضافة إلى الوضع في ليبيا، وكذلك ارتفاع الأصوات المعارضة لسياساتها في تونس، كما أنها تراقب الوضع في موريتانيا.

الجزائر وعقدة التهديد الخارجي

لدى الجزائر منذ عقود عقدة متنامية من المغرب وبلدان الجوار، فهي تريد أن تتوسع وتستولي على أراضي الجيران، وقد استولت من قبل على الصحراء التونسية.

أرادت فعل نفس الأمر مع المغرب من خلال صناعتها البوليساريو، وتريد أن تصل إلى المحيط الأطلسي بأي ثمن، ويبدو أن الأمر مرتبط بمصالحها ومصالح روسيا التي تقف وراءها.

عندما شن الناتو هجوما عسكريا ضد ليبيا لنصرة المعارضة، أدركت الجزائر أنه يمكن أن يحدث معها في يوم من الأيام ذلك، لهذا زادت من انفاقها التسلح، وقد أصبحت ثاني أقوى جيش في شمال أفريقيا بعد الجيش المصري.

لكن في الوقت نفسه، خسرت النفوذ في غرب أفريقيا من خلال تقدم المغرب اقتصاديا وديبلوماسيا وعودته للإتحاد الأفريقي في السنوات الأخيرة.

كان المغرب قد انسحب من الإتحاد عام 1984 احتجاجا على قبول الأخير عضوية جبهة البوليساريو فيه، والتي تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المملكة.

أدركت الرباط أن سياساتها السابقة لن تنفعها، خصوصا وأنها أصبحت محاصرة أفريقيا، ومنذ ذلك الحين تمكنت من فك الحصار، وأصبح لديها علاقات اقتصادية مميزة مع دول القارة، بل وتحولت إلى بوابة للتصدير نحو أوروبا والإستيراد منها.

هذه التطورات أزعجت الجزائر، ودفعت ميلشيات البوليساريو لإغلاق معبر الكركرات، في الأسابيع الماضية، وبعد أن فشلت الديبلوماسية، فرض المغرب الأمر الواقع، ثم تسارعت الأحداث لتنتهي بعودة العلاقات مع إسرائيل واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.

الجزائر ليست دولة قوية

تعتقد هذه الدولة المترامية الأطراف، أن حجمها الكبير في شمال أفريقيا يجعل منها القائد هنا، ويمنح لها الحق لتتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها.

فلينظر المسؤولين إلى الداخل، هنا يمكننا أن نرى هل هذا البلد قوي أم ضعيف، والحقيقة الواضحة هنا أنه بلد منهمك اقتصاديا، فاحتياطي النقد الأجنبي انهار من 200 مليار دولار عام 2014 إلى 29 مليار دولار حاليا حسب تصريح وزير الصناعة الجزائري، وهو أقل من احتياطي المغرب الذي يقدر حاليا بـ 32 مليار دولار، مع الأخذ بالإعتبار أن المغرب لا يبيع النفط والغاز.

لكن لدى المملكة مشاريع الطاقات النظيفة التي حققت فيها تقدما هائلا، في الوقت الذي تبحث فيه الجزائر عن تمويل ضخم للإنتقال إلى الطاقات المتجددة.

وبينما أصبحت العيون والداخلة وهذه المدن في الصحراء المغربية عظيمة وبها الحياة والعمران والتجارة والطرقات والشوارع المعبدة والحديثة، نرى تخلف الصحراء الجزائرية الشاسعة، وأكبر مثال على ذلك هو الطريق إلى موريتانيا، طويل وتخفيه رمال الصحراء، ولا تملك الدولة الجزائرية تمويلا لإصلاحه.

والعجيب أن الجزائر قد حققت 1000 مليار دولار من بيع المحروقات منذ 1999، أين هي الآن؟ معظمها ذهب في الفساد وما تبقى للأسلحة والفتات للشعب الجزائري المغلوب على أمره.

وبالحديث عن الشعب فهو غاضب للغاية وهناك 15 مليون جزائري تحث عتبة الفقر، وما كان يشتريه المواطن الجزائري مقابل 400 دينار سنة 2013 أصبح يشتريه بـ1000 دينار اليوم ما يعني انهيار القدرة الشرائية بنسبة 60%.

وحاليا هم ينتظرون الفرج، لكن من أين سيأتي ذلك في ظل عقلية الحرب الباردة والفساد المستشري في البلاد؟

إقرأ أيضا:

لماذا فشلت صناعة السيارات في الجزائر ونجحت في المغرب؟

انهيار اقتصاد الجزائر … فنزويلا أم سوريا جديدة؟

موعد نضوب النفط في الجزائر وبدء استيراد الغاز

الجزائر المغرب: الواردات والصادرات والتبادل التجاري

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز