عزيز أخنوش: من شخص منبوذ إلى بطل قومي بسبب أزمة فيروس كورونا

عزيز أخنوش: من شخص منبوذ إلى بطل قومي بسبب أزمة فيروس كورونا

يعد عزيز أخنوش واحدا من أشهر رجال الأعمال في المغرب، حيث يعد المالك الأكبر في مجموعة أكوا، وهي مجموعة مغربية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، ولديها مجموعة من الشركات في قطاع توزيع المحروقات والغاز والخدمات الفندقية وكذلك البنوك.

وبما أنه ناجح ودخل السياسة من بوابة كونه وزيرا للفلاحة كمستقل ومن ثم انضمامه لرئاسة حزب الأحرار، فقد تحول في رأي الكثير من المغاربة بين ليلة وضحاها من رجل أعمال يريد المساهمة في تنمية البلاد إلى شخص يعمل على تنمية ثروته باستخدام نفوذه السياسي.

وتشهد المملكة المغربية كما هو الحال بالنسبة لمعظم البلدان حول العالم صراعا طبقيا بين الأثرياء والفقراء، وترى الطبقة الواسعة أن الأغنياء وصلوا إلى تلك المكانة من خلال السرقة واستغلال النفوذ السياسي.

  • عزيز أخنوش شخص منبوذ خلال السنوات الأخيرة

يتهم الكثير من المغاربة الملياردير الشهير، بكونه حقق ثروته ونجاحه من خلال شركة أفريقيا التي تتلاعب بأسعار المحروقات على نحو جعلتها تحتكر السوق المحلية وتتوسع فيها وتخنق المستهلكين بأسعار مرتفعة مقابل أسواق أخرى.

العديد من هذه التهم لا تبدو صحيحة، وتحركها فقط الاستنتاجات التي تفتقر للبراهين والأدلة التي تدينه بالفساد.

وأخرى تحركها الحقد الطبقي، حيث لا يزال الكثير من المواطنين يؤمنون بالتقسيم العادل للثروة، في زمن انتهت فيها الإشتراكية وقيم اليسار وتغلبت فيها الرأسمالية على كافة أشكال الأنظمة الإقتصادية.

بعض الحقد يحركه كراهية أهل سوس والأمازيغ عموما، وللأسف فبعض المغاربة لا يريدون من هؤلاء الدخول إلى السياسة ولا حتى التوسع اقتصاديا وماليا.

وكانت شركة أفريقيا واحدة من الشركات التي تعرضت لحملات المقاطعة في الفترة الماضية، بدعوى أن أسعار المحروقات في البلاد مرتفعة، ويقارنونها مع أسعار المحروقات في بلدان نفطية، مع العلم أن المغرب لا ينتج النفط رغم توفره على الصخور النفطية.

  • عزيز أخنوش بطل قومي بسبب أزمة فيروس كورونا

لكن الرجل الذي يسعى إلى أن يصبح في يوم من الأيام رئيسا للحكومة ولديه طموحات للقيام بشيء مختلف عن حكومة الإسلاميين، تحول إلى بطل قومي بين ليلة وضحاها.

لقد تبرع بمبلغ مالي قدره 100 مليار سنتيم أو 1 مليار درهم لفائدة الصندوق الخاص الذي أعلن الملك محمد السادس عن إحداثه لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وهذا التبرع يأتي من ماله الخاص وباسم شركة أفريقيا التي تعد واحدة من أكبر شركاته، ولم يستغل الأمر مباشرة للترويج لحزبه، بل إنها مبادرة شخصية منه.

وتعد هذه أكبر مساهمة في الصندوق من رجل أعمال أو أثرياء المغرب، وقد أكد أن التبرع ليس من كونه رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أو له علاقة بمنصبه الوزاري.

  • مساهمات كبرى في صندوق مواجهة فيروس كورونا المستجد

وقد وصلت قيمة الصندوق حاليا إلى 15 مليار درهم مغربي أو 15 مليون دولار أمريكي تقريبا، منها مساهمات الأطراف التالية:

صندوق الحسن الثاني: 1 مليار درهم مغربي.

مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط: 3 مليارات درهم.

مجلس إدارة مجموعة (المدى): 2 مليار درهم.

عزيز أخنوش: 1 مليار درهم.

بنك إفريقيا: 1 مليار درهم.

البنك الشعبي المركزي: 1 مليار درهم.

العقوبة المالية التي أصدرتها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في حق اتصالات المغرب: 3,3 مليار درهم.

القرض العقاري والسياحي: 150 مليون درهم.

مجموعة (أزورا): 25 مليون درهم.

مجموعة (لاماليف) بمبلغ 2 مليون درهم.

جمعية جهات المغرب: 1,5 مليار درهم.

مجموعة التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين والتعاضدية المركزية للتأمين: 500 مليون درهم.

مجموعة (لابيل في): 50 مليون درهم.

ساهم أعضاء الحكومة في هذا الصندوق الخاص من خلال تبرعهم براتب شهر

ساهم أعضاء البرلمان بشهر واحد من تعويضاتهم.

ساهم رؤساء هيئات ومؤسسات دستورية ووطنية براتب شهر واحد لفائدة الصندوق.

قرر الكتاب العامون لمختلف القطاعات الوزارية التبرع براتب شهر لفائدة الصندوق.

  • درس ثمين من عزيز أخنوش

بعد المقاطعة الشهيرة لشركته ربما كان سيقوم شخص آخر في مكانه بتسريح الموظفين وآلاف العمال المغاربة واتخاذ إجراءات قوية أخرى من قبيل اعتزال العمل الاجتماعي والسياسي والتركيز على أعماله الخاصة.

وكان سيتبرع من ماله الخاص بمبلغ أقل أو ربما يتجاهل القيام بذلك مثل الكثير من رجال الأعمال في البلاد.

لكن مقابل الحقد الدفين اتجاهه وتلفيق الكثير من التهم له خصوصا على يوتيوب والشبكات الاجتماعية كان رده إيجابيا.

وهكذا ربح عزيز أخنوش هذه المعركة ولم يترك للحاقدين الكثير من المجال للحديث بسلبية عنه، وربما تتاح له الفرصة ليصبح رئيسا يوما ما وحينها سيكون لدى المغاربة الحق في الحكم عليه.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز