رمضان وفرصة القضاء على فيروس كورونا

رمضان وفرصة القضاء على فيروس كورونا

أمامنا 30 يوما من أعظم موسم ديني إسلامي في التاريخ ألا وهو رمضان، حيث يصوم كل المسلمين باستثناء المرضى منهم والمرخص لهم بالأكل.

وتستعد مختلف الدول حول العالم لاستقبال الشهر غدا يوم الجمعة، وهناك بعض الدول ممن سيستقبلونه يوم السبت.

وعلى كل حال، هذه فرصة لأكثر من 1.8 نسمة حول العالم للمساهمة في تعطيل الإنتشار السريع لوباء فيروس كورونا على الأقل، هذا إن لم يمهد ذلك للقضاء عليه.

صحيح أن منظمة الصحة العالمية وكبار الدول حول العالم مثل ألمانيا وخبراء الأوبئة سلموا بفكرة بقاء الفيروس معنا طويلا حتى إيجاد لقاح له العام القادم، لكن من الممكن جدا أن ينهي الله هذه الأزمة بعد أن تتحقق حكمته والغاية مما نحن فيه.

تاريخيا تعرضت البشرية للأوبئة مثل الطاعون واستمر لأشهر أحيانا واختفى كليا، وعاد مرة أخرى واستمر لسنوات كما رأينا في أوروبا وأجزاء من العالم.

ربما الوباء الحالي يختفي كليا خلال الأسابيع المقبلة، وربما تستمر الأزمة حتى اصدار لقاح وإيجاد حل طبي لهذه المعضلة.

خلال شهر رمضان تتوقف الكثير من الأنشطة التجارية والإقتصادية في الدول الإسلامية، وتبقى الأنشطة الضرورية هي التي تعمل ولكن خلال ساعات عمل أقل.

هذه واحدة من مميزات الشهر الفضيل، حيث الشركات تقلص من أنشطتها والمكاتب تفتح التاسعة صبا وتغلق قبل العصر.

وهذا يعني أنه خلال شهر رمضان يفترض أن نرى نشاطا أقل من الناس وهذا أقل من انهيار النشاط الاقتصادي المستمر خلال أزمة فيروس كورونا مع الحجر الصحي.

خلال ساعات النهار لن يخرج أحد من المنزل، إلا من سيذهب لشراء الحاجيات الأساسية، بينما المساجد ودور العبادة مغلقة هذا الشهر ولأول مرة منذ عقود.

وهذه فرصة كبرى للأمة الإسلامية وللبشرية جمعاء بالقضاء على فيروس كورونا من خلال تعطيل انتشاره السريع وانهيار أرقام الإصابات والقتلى.

وكما نعلم جميعا لا تستطيع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تتحمل مصيبة أخرى كبرى، وانهيار النظام الصحي سيكون كارثيا وسينتج عنه أعداد قتلى رهيب ومخيف وفوضى قد تهدد الأمن القومي للدول المستقرة.

نعم تواجه هذه الدول مثل بقية دول العالم أزمة كورونا وأيضا الأزمة الإقتصادية الناتجة عن توقف الأنشطة الاقتصادية بما فيها السياحة وقطاع السفر الذي يعد أساسيا للكثير من هذه الدول.

والأزمة الاقتصادية مؤلمة للعائلات الفقيرة وتهدد أيضا الطبقة المتوسطة وحتى الغنية بتراجع ما تملكه من أموال ونقود.

لكن يتعين على الجميع الصمود لشهر إضافي هو شهر رمضان، وبعدها ستتجه الحكومات إلى تفعيل النشاط الإقتصادي بالتدريج ووفق معايير لمنع أي انتشار للفيروس بقوة.

في المغرب مثلا سيستمر الحجر الصحي حتى 20 مايو المقبل، وبعدها يمكن أن نرى العودة إلى الحياة الطبيعية بالتدريج.

وحاليا في مصر هناك دعوات من الرئيس عبد الفتاح السيسي للإلتزام بالحجر الصحي، ودعوات مماثلة من مسؤولين وكل هذا لاستغلال شهر رمضان والرهان عليه في تخطي مستويات الخطر التي تنتظر كل هذه الدول.

موافقة الدول الإسلامية على منع الصلاة في المساجد وصلاة التراويح جماعات في دور العبادة والساحات، لا يجب أن يضيع في فتح المولات وأماكن الترفيه والساحات، لذا الأفضل أن يبقى كل شيء مغلق.

نحن على أبواب أكثر فترة حساسة ومن يتابع أعداد الإصابات التي يعلن عنها يوميا يعلم تماما أن الدول الإسلامية على أبواب أيام صعبة.

فترة رمضان أيضا جيدة للإستعداد للعودة إلى العمل بعد عيد الفطر، ووضع خطط من أجل حماية الموظفين وبيئة العمل والرفع من الإنتاجية وحل مختلف المشكلات التي ستواجه الصناعة والخدمات بعد عودة العمل.

أيضا هذه الفترة فرصة كبرى لتطوير العمل عن بعد ونقل المزيد من الأعمال إلى السحابة والتخطيط للإستفادة من هذه الإمكانيات.

نأمل أن تنجح الدول الإسلامية في هذه المهمة ما سيعود بالإيجاب على البشرية بأكملها وربما ينهي الوباء الحالي.

 

إقرأ أيضا:

التطبيقات والمواقع والمحتوى الرائج خلال رمضان 2020

الحملات الإعلانية بشكل صحيح خلال رمضان

بالأرقام تأثير شهر رمضان على المستهلك المصري

إنشاء محتوى ناجح على يوتيوب ورفع المشاهدات خلال رمضان

تأثير شهر رمضان على اقتصاد الدول الإسلامية

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز