خطة دونالد ترامب لاستخدام آبل لضرب الإقتصاد الصيني وكيف سترد الصين؟

تيم كوك لا يريد الخروج من الصين ولكن المصالح تتغير

يواصل دونالد ترامب تطبيق برنامجه الإنتخابي والعمل على الوفاء بوعوده، وقد وعد سابقا بأنه سيعمل على اعادة المجد للصناعة الأمريكية واستعادة المصانع التي ذهبت إلى الصين.

آبل هي واحدة من أكبر الشركات الأمريكية التي تملك أسطولا من المصانع التي تعمل على إنتاج منتجاتها هناك، من آيفون إلى آيباد نحو آيبود تاتش وحتى الماك والساعات الذكية ومنتجاتها المختلفة.

ورغم أنها تملك بعض المصانع في الولايات المتحدة إلا أن عملياتها محدودة ولا توظف أعدادا ضخمة من اليد العاملة كما هو الحال في الصين.

الرئيس الأمريكي مصر على المضي قدما في تحجيم الصين وربما تدمير اقتصادها واعادتها إلى حظيرة التخلف الإقتصادي، ولهذا سيستخدم أي ورقة للضغط على بكين والنجاح في تحقيق أهدافه.

لدى الرجل خطة واضحة تعتمد الحرب التجارية عمودها الفقري، وهو سيستخدم شركة آبل كسلاح لضرب الإقتصاد الصيني، لكن كيف سترد الصين أيضا؟

  • فرض الرسوم الجمركية على كل المنتجات الصينية

يواصل دونالد ترامب اختيار المزيد من قوائم المنتجات التي يتم استيرادها من الصين ليفرض عليها المزيد من الرسوم الجمركية ويجعلها مكلفة، وبالتالي يدفع التجار والمستهلكين لتفضيل المنتج المحلي على الأجنبي الصيني.

خلال الساعات الماضية أعلن عن زيادة الرسوم الجمركية على 200 مليار دولار من المنتجات الصينية بنسبة 10 في المئة.

وهدد بالمزيد من الإجراءات في حالة أقدمت بكين على الرد كما فعلت في المرات السابقة، حيث ترد بالمثل وتستهدف الصناعة الأمريكية.

فرض الرسوم الجمركية على الصين سيجعل التصنيع هناك والإستيراد منه كما تفعل آبل مكلفا، وسيؤثر بالطبع على الأرباح التي تحققها الشركة.

بالطبع اعترفت آبل بذلك في خطاب أرسلته إلى مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة الأمريكية، حيث قالت أن مختلف منتجاتها وليس فقط آيفون سترتفع أسعارها.

وقالت آبل في خطابها: “نتخوف من أن الولايات المتحدة ستكون الأكثر تضرراً من تلك التعريفات، وهذا سيؤدي إلى انخفاض النمو في الولايات المتحدة وقدرتها التنافسية وارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين”.

  • تخفيض الضرائب على الشركات إلى أدنى حد ممكن

عرض دونالد ترامب على شركة آبل أن تقوم بنقل كل مصانعها إلى الولايات المتحدة، مقابل أن لا تدفع الشركة أي ضرائب تذكر.

وكانت ادارته قد خفضت فعلا الضرائب على الشركات وهو ما أسعد وول ستريت ودفع المستثمرين إلى شراء الأسهم وأنعش بالفعل الشركات الأمريكية.

ويعتقد دونالد ترامب أنه إلى جانب الضغوط والعوائق التي ستتشكل من خلال رفع الرسوم الجمركية على الاستيراد، إضافة إلى تخفيض الضرائب لن يكون أمام آبل والشركات الأمريكية الأخرى سوى الإستثمار في مصانع محلية ونقل صناعتها بالكامل.

لن يكون أمام آبل والشركات الأمريكية الأخرى أي مبررات في الواقع أو براهين تقنع بها الإدارة الأمريكية أو الرأي العام.

  • كيف سترد بكين؟

لا تبدو الصين مندفعة كثيرا نحو الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تواصل الرد من خلال رفع للرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية.

لكن في حالة نجح دونالد ترامب في إقناع آبل بسحب مصانعها وأقدم على نفس الأمر مع الشركات الأخرى المصنعة للإلكترونيات والسيارات وبقية الصناعات، سيكون رد بكين قاسيا.

على الأغلب ستعمل الصين على حظر منتجات آبل ومنتجات الشركات الأخرى التي تصنع هناك، وستكون هذه الشركات قد خسرت أكبر سوق استهلاكية في العالم.

هذا سيجعل وضع شركات منافسة وبالخصوص الصينية وسامسونج تتفوق ففي المبيعات على آبل وترمي بها خلفا بصورة كبيرة.

لا يريد تيم كوك أن يحدث هذا فهو شخصيا ذهب إلى الصين عدة مرات وجلس مع المسؤولين هناك، وتمكن من الحصول لشركته على مزايا جيدة على عكس شركات أمريكية أخرى مضطهدة مثل جوجل و فيس بوك و تويتر.

 

نهاية المقال:

سيوفر دونالد ترامب الملايين من فرص العمل للأمريكيين إذا نجحت هذه الخطة، لكن المؤكد بالنسبة لي أن الشركات الأمريكية مثل آبل ستتلقى أقوى صفعة في تاريخها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.