فكرة سقوط بيتكوين إلى 0 دولار وانقراض العملات الرقمية

ماذا تقول فكرة سقوط بيتكوين إلى 0 دولار وانقراض العملات الرقمية التي لا نؤمن بها
ماذا تقول فكرة سقوط بيتكوين إلى 0 دولار وانقراض العملات الرقمية التي لا نؤمن بها

منذ 12 شهرا وأزمة العملات الرقمية المشفرة 2018 مستمرة، حيث انهارت القيمة السوقية لهذا القطاع من 800 مليار دولار إلى 107 مليار دولار الآن وكل هذا حدث بالتدريج.

كل مرة تتراجع فيها بيتكوين إلى الوراء يحدث نفس الأمر مع بقية العملات الرقمية التي تنافسها والتي يتعدى عددها 3600 عملة رقمية مشفرة.

بالنسبة لنا فنحن كنا واضحين منذ سبتمبر العام الماضي، ستتعرض السوق للأزمات مثل الأسهم والأصول الأخرى بما فيها العملات التقليدية، لكن قطاع العملات الرقمية سيبقى وسيتطور وليس مفروضا أن تبقى بيتكوين في القمة.

لكن طيلة الأشهر التي عانت فيها هذه الأصول، سمعنا بفكرة بيتكوين إلى 0 دولار وانقراض العملات الرقمية، ولدى هذه النظرية قاعدة جماهيرية كبيرة، يمكن القول أنها تشكل نظرة أغلب الناس لهذه الأصول.

وفي هذا المقال سنتكلم عن هذه الفكرة ولماذا تؤمن هذه الفئة من الناس بأننا نراهن على الوهم.

  • بلوك تشين مفيدة لكن ليس بيتكوين ومنافساتها

يفصل هؤلاء بين بيتكوين والعملات الرقمية من جهة وبلوك تشين على الجهة الأخرى، وينظرون إلى هذه الأخيرة على أنها مفيدة وستغير كافة المجالات الصناعية.

ولا شك أن بلوك تشين تقنية رائعة للغاية، ويمكن أن تشكل أساسا للجيل الجديد من الصناعات والخدمات المتطورة.

لكن بيتكوين ومنافساتها في نظرهم ما هي إلا نسخ مكررة من العملات التقليدية، وما يميزها أنها رقمية ولا وجود مادي لها، كما أنها مشفرة.

يقول هؤلاء أن هذه الأصول لا توظف أي موظفين وليس لديها مشاريع حقيقية، والحقيقة أن هذا ينطبق على الكثير من العملات الرقمية الفاشلة والاحتيالية لكن ليس جميعها.

الحقيقة التي توصلت إليها منذ أشهر بعد شكوك لمدة طويلة هي أن العملات الرقمية المشفرة وبلوك تشين لا يمكننا فصلها عن بعضها البعض.

  • بيتكوين ومنافساتها عملات خبيثة

تمويل الإرهاب، غسيل الأموال، القمار، تمويل الإباحية، تمويل الدعارة، التهرب الضريبي… والمزيد من الشبهات يربطها الكثير من الناس مع العملات الرقمية المشفرة.

وكما قلت سابقا هذه الأمور يتم تمويلها في الأساس لسنوات طويلة قبل أن تظهر هذه الأصول بالعملات التقليدية مثل الدولار والعملات الوطنية المحلية.

إذا كانت هذه الأصول خبيثة لأنها تستخدم على هذا النحو فينطبق الأمر نفسه على الدولار وبقية منافسيه، يجب أن نذكر هؤلاء بأنها تستخدم أيضا في التجارة الإلكترونية الجيدة كما هو الحال بالنسبة للعملات التي تصدرها البنوك المركزية.

  • قيمة بيتكوين والعملات الرقمية قائمة على المضاربة

تستثمر في بيتكوين 1000 دولار وعندما ترتفع تبيعها بسعر أعلى وتخرج بسعر أعلى، هو في الواقع النقود التي وضعها مراهنون آخرون على المزيد من الإرتفاع.

يضيف هؤلاء أن العملات الرقمية تحكمها لعبة التوقعات والمضاربة الفارغة، إذ يتم صناعة الفقاعات ثم تنفجر عندما تقوم الحيثان الكبيرة بالبيع.

بدون شك فإن المضاربة هي التي تسبب في الأزمة الحالية، لكن هؤلاء يجهلون أنه خلال الأزمة الحالية يتم العمل على تطويع هذه الأصول وتسخيرها لاستخدامها في التجارة الإلكترونية، بل وهناك مشاريع عملات رقمية مشفرة مستقرة.

عملة الريبل XRP تعد أفضل نموذج من العملات الرقمية التي لديها فائدة بل وتستخدم حاليا من قبل البنوك في تسريع المعاملات المالية والتقليل من التكاليف، عملات أخرى كثيرة مفيدة وكل واحدة لديها دورها وتطبيقاتها.

إذا كانت ستموت بعض العملات فهي التي لا تتوفر إلا للمضاربة ولا فائدة من ورائها، لكن العملات الرقمية المشفرة الجادة ستبقى هنا.

  • ليس معروفا من يقف وراءها

لا نعرف بالطبع هوية مؤسس بيتكوين، لكن بقية الأصول المنافسة معروفة المصدر ومعروفة الفرق التي تطورها، والوجوه الإعلامية لها.

الجميل في بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة أن أموالك لا تذهب لأي طرف ما دامت محفظتك لم يتم اختراقها، يشبه هذا تماما محفظة الجيب التي تضع فيها النقود وتحملها معك، يمكن سرقتها ويمكن أن تنسى مكانها وتضيع منك.

مؤسف أن الكثير من الناس يخلطون بين بيتكوين والعملات الرقمية، ولأن عملة واحدة مجهولة المصدر فالأخرى كذلك بالنسبة لهم، ولأن عملة رقمية مشفرة سقطت بسبب فشلها أو كونها قائمة على الإحتيال الهرمي فالأخرى متهمة بنفس الشيء، هناك حالة من التعميم الظالم.

  • بيتكوين ستصبح قيمتها 0 دولار وبقية العملات الرقمية الأخرى

نسمع بالطبع عن هذا الكلام، وبالطبع هناك عملات رقمية احتيالية وفاشلة سقطت واختفت كليا، وخلال الأزمة الحالية هناك 1000 عملة ميتة في هذه الفوضى.

هذا يعني أن بقية العملات الرقمية معرضة لنفس الشيء كما يقول هؤلاء؟ بالطبع، كما هو الحال مع شركات كثيرة أفلست بسبب فشلها او خروجها من المنافسة أو تراكم الديون عليها يمكن لهذه الأصول أن تموت.

لكن هناك ما يمنع حدوث ذلك، في حالة بيتكوين فهي مشهورة وتقوم على شبكة بلوك تشين عالمية، ما دامت هناك أنشطة عليها وعمليات التعدين مستمرة، احتمال بقائها على قيد الحياة أعلى من احتمالات الموت.

في حالة الريبل XPR التي لا يتم تعدينها، فإن استخدام المزيد من البنوك لها يضمن معاملات مالية متزايدة يوما باستخدامها، ويمنع السقوط إلى الصفر.

هناك عملات رقمية مشفرة أخرى لديها تطبيقات وقائمة على مشاريع معقولة ومنطقية، واحتمال موتها أقل من 1 في المئة.

إقرأ أيضا: العملات الرقمية لن تختفي لكن بعضها سيموت

 

نهاية المقال:

مع استمرار أزمة العملات الرقمية 2018 منذ 12 شهرا، تتنامى احتمال نجاح فكرة سقوط بيتكوين إلى 0 دولار وانقراض العملات الرقمية مقابل الفكرة التي أدافع عنها والتي تتجلى في البقاء ومقتل العملات الإحتيالية والنمو من جديد على أسس أقوى نحو القمر وما بعده.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز