بيتكوين أعلى 40 ألف دولار: لا عزاء للبنوك وتجار الدين

تمكن سعر بيتكوين من تجاوز 40000 دولار، وهذا في الذكرى الثالثة لانهيار بيتكوين والعملات الرقمية خلال يناير 2018، وهي الفترة التي تعرضت فيها العملات الرقمية لهجوم من البنوك ورجال الدين في مصر وفلسطين والسعودية.

شن هؤلاء هجوما خلال أواخر 2017، وخلال الأول من يناير 2018 صدرت فتوى من دار الإفتاء المصرية تحرم فيها تداول بيتكوين.

لم تمر إلا بضعة أيام حتى أصدرت السلطات الدينية في السعودية وفلسطين فتاوى مشابهة، وذهب بعضهم إلى اعتبار ذلك وهما رقميا أو قمارا وهناك من برر التحريم بكونها عملة مجهولة المصدر.

لكن في ذلك الوقت الذي شنت فيه السلطات المالية بالعالم هجوما على بيتكوين، اتفق الجميع على ضرورة تنظيمها، وأن بقاءها خارج سيطرة النظام المالي العالمي مخاطرة كبرى.

حاول البعض ربطها بالإرهاب الدولي في الشرق الأوسط ومناطق النزاع بأفريقيا، خصوصا داعش والجماعات التكفيرية، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، لأن معظم التمويل الذي تتلقاها تلك الجماعات يأتي في سيولة مالية بالدولار وعملات نقدية أخرى محلية مثل الليرة التركية.

بيتكوين الذهب الرقمي

تعد العملة الرقمية الأكبر في العالم أداة للتحوط ضد التضخم، وقد أصبحت بيتكوين بمثابة ذهب رقمي، وهي تستخرج باستخدام المعادلات الرياضية المعقدة التي يتم حلها على حواسيب الشبكة، كما أن عددها محدود.

قال مستثمر القيمة بيل ميلر يوم الجمعة إنه يعتقد أن امتلاك عملة بيتكوين يصبح قرارًا استثماريًا أكثر أمانًا كلما ارتفع سعر العملة الرقمية.

كانت العملة المشفرة في حالة ارتفاع جيد، وهو ما يتزامن مع قيام الحكومات في جميع أنحاء العالم بجهود تحفيز ضخمة لتعويض آثار جائحة فيروس كورونا، هذه الجهود تضمنت طباعة النقود وضخها في الأنظمة المالية وهو ما زاد من التضخم.

وأضاف: “ينمو إجمالي المعروض من بيتكوين بنسبة أقل من 2٪ سنويًا، ومن الواضح من خلال السعر أن الطلب ينمو كثيرًا أسرع من ذلك بكثير، طالما حدث ذلك فمن المرجح أن ترتفع عملة بيتكوين وربما أعلى بكثير”.

مع المزيد من التحفيزات التي يخطط لها الرئيس الأمريكي الجديد، ينتظر أن يلجأ المستثمرين إلى الذهب والفضة وعملة بيتكوين والعملات الرقمية.

شهدت عملة بيتكوين تصحيحات جذرية في الماضي، وحذر ميلر المستثمرين من أن تقلبات العملة المشفرة من غير المرجح أن تختفي في أي وقت قريبًا، حتى مع دعم المزيد من المستثمرين المؤسسيين، قال: “أعتقد أنه إذا كنت لا تستطيع تقبل ذلك، فمن المحتمل ألا تمتلك بيتكوين”.

البنوك تغير وجهة نظرها اتجاه بيتكوين

رغم أن السلطات المالية في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وأوروبا لا تزال حذرة وقلقة من هذه العملة الرقمية ومنافساتها، فإن البنوك الإستثمارية قد بدأت في تبني هذه العملة.

شهد سعر بيتكوين ارتفاعًا قويًا، لا سيما خلال الخريف والعام الجديد، منذ الأول من سبتمبر، ارتفعت قيمة العملة الرقمية بنحو 230٪.

حصل هذا الإرتفاع بفضل مستثمري التجزئة والأفراد إلى جانب دخول مؤسسات استثمارية كبرى مثل جي بي مورجان إلى اللعبة.

يعزى الإعتماد المتزايد من المستثمرين المؤسسيين إلى المساعدة في زيادة الارتفاع، مع قيام أمثال بول تيودور جونز وستانلي دروكنميلر بترويج عملة بيتكوين كوسيلة تحوط قوية ضد التضخم، وصفها ريك ريدر من شركة بلاك روك في نوفمبر بأنها بديل محتمل للذهب.

في يناير 2018، أخبر ميلر قناة CNBC أنه بدأ في شراء عملة بيتكوين في حوالي عام 2014 أو 2015 بمتوسط تكلفة 350 دولارًا لكل عملة.

في ذلك الوقت، قال إنه نقل مقتنيات بيتكوين الخاصة به إلى صندوق منفصل، يوم الجمعة قال ميلر إن الأمر لا يزال كذلك، لكنه أوضح أنه يأمل في إحداث تغييرات في القواعد لتسهيل امتلاك أمواله الأساسية.

تجار الدين ينتظرون الضوء الأخضر من أسيادهم

من المنتظر أن تتغير الفتاوى مع قيام السلطات المالية المحلية بقبول بيتكوين والعملات الرقمية والإنفتاح على هذا المجال الناشئ.

ما أن يأتي الضوء الأخضر من أسيادهم، سنرى تجار الدين يتحدثون عن أن بيتكوين ومنافساتها من الحلال الطيب، وأنها ليست قمارا.

الدكتورة عالية المهدي الخبيرة الاقتصادية والعميدة السابقة لكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قالت لـ”العين الإخبارية” إن لكل استثمار جديد “مخاطر” لكن هذا لا يمنع أن دولا كبرى وافقت على تبادل العملة وفقا لرؤية معينة.

وأضافت: “لو نظرنا للعملة باعتبارها وسيلة تبادل فالبيتكوين تؤدي هذا الغرض بل وقد تصبح الأكثر كفاءة في تأدية هذا الغرض مستقبلا لأنها تتجاوز حدود المكان والزمان”.

وقالت: “العملات التقليدية الورقية هي في الأساس أيضا وهمية حتى لو كنا نمسكها بأيدينا فهي مجرد ورقة تعتمد على غطاء من ذهب أو دولار”.

وللعلم فإن العملات النقدية التي نستخدمها لا تعتمد سوى على الدولار بالنسبة للعملات التي لم يتم تعويمها، أما ربطها بالذهب فهذا قد انتهى منذ أغسطس 1971.