انفصال الولايات المتحدة والصين منذ 23 أغسطس وتفاؤل سبتمبر

انفصال الولايات المتحدة والصين منذ 23 أغسطس وتفاؤل سبتمبر

عاد الهدوء والتفاؤل إلى أسواق المال العالمية، وأصبح من الواضح ان عواصف أغسطس قد رحلت معه، لكن خطر الركود الإقتصادي لا يزال قائما.

وكان من المتوقع أن لا يقل سبتمبر سوءا عن شهر معروف بأنه عقدة للبورصة وعادت ما لا تكسب فيه البورصة كثيرا أو تخسر الكثير من مكتسبات السنة نفسها.

أين يكمن سر هذا التحول؟ ألم تدخل الرسوم الجمركية الجديدة بين الصين والولايات المتحدة حيز التنفيذ؟ لماذا إذن البورصات متفائلة الآن؟

  • انفصال الولايات المتحدة والصين

كان واضحا أن أكبر اقتصادين في العالم لا يلعبان على تبادل الرسوم الجمركية بل إنهما يعملان بشكل متواصل على الإنفصال.

بفضل بعض الأخبار الرئيسية حول جوجل، وصل العالم إلى أوضح إخطار حتى الآن بأن الانفصال بين الولايات المتحدة والصين قد انتقل من مجرد نظرية إلى شيء يحدث بالفعل.

بعد خمسة أيام تلك التقارير، ذكرت صحيفة نيكي بيزنس اليومية في 28 أغسطس أن جوجل تنقل إنتاج هاتفها الذكي Pixel إلى فيتنام من الصين ابتداءً من هذا العام وأن الشركة تتطلع أيضًا إلى تحويل بعض مجموعات سماعات المنزل الذكي الخاصة بها إلى تايلاند.

دعا دونالد ترامب الشركات الأمريكية بالتحرك نحو الخروج من الصين والعودة إلى الولايات المتحدة، لكن الشركات الأمريكية تعمل على نحو مشابه لكن وفق مصلحتها، وهو نقل مصانعها وأعمالها إلى دول أسيوية أخرى.

يشكل هذا ضربة قوية لدولة الصين، لكنه في ذات الوقت مكسب للشركات الأمريكية التي وجدت حلولا لمشكلة الرسوم الجمركية مع الصين.

  • حماية الشركات الأمريكية من الخسائر

الخسائر التي ستحصدها الشركات الأمريكية بسبب مصانع انتاجها في الصين، هو أكبر من الإنتقال إلى بلدان أخرى تتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

من جهة أخرى فإن هذه الشركات من مصلحتها أن تكون السوق الصينية مفتوحة أمامها، على الأقل أن يبقى الوضع على ما هو عليه.

لا تعتمد الشركات الأمريكية كثيرا عن السوق الصينية بعضها فقط مثل آبل، لذا لن يكون كارثيا بالنسبة لها أن تخسر هذه السوق على عكس الشركات الصينية التي تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها أكبر سوق خارجية لها.

حفاظ الشركات الأمريكية على تصنيع منتجاتها بأسعار منخفضة في دول آسيوية أخرى هو حل جيد لها ويحميها من الحرب التجارية المستمرة بقوة بين الولايات المتحدة والصين.

  • ما علاقة هذا بتفاؤل سبتمبر

التفاؤل الحالي مبني على المعطى السابق، وعلى أن الشركات الأمريكية تتحرك على نحو أمثل بالنسبة لها وهو نقل أعمالها إلى بلدان أخرى جيدة والمحافظة على هامش الربح، وتفادي البقاء في الصين حيث تتضرر أو العودة إلى الولايات المتحدة حيث ستكون الأضرار أكبر.

لهذا فإن المستثمرين متفائلين بأن هذه الشركات الصناعية ستواصل تحقيق الأرباح ولن تكون هناك تأثيرات كبيرة للحرب التجارية على نتائجها المالية.

من جهة أخرى أعلن الطرفين انهما سيستأنفان المفاوضات التجارية الشهر المقبل وهناك رغبة من الصين في التوصل إلى اتفاق حقيقي.

هذا جعل البورصات العالمية تهدأ وتنتظر جولة جديدة من المفاوضات ونتائج إيجابية منها في أقرب وقت ممكن.

هناك تفاؤل أيضا بأن بعض الشركات الأمريكية ستنقل أعمالها إلى الولايات المتحدة وستوظف المزيد من الموظفين، وهو ما يعد بعيدا ومستبعدا.

التعريفات الجمركية المفروضة على البضائع الصينية لا تجعل أمريكا أكثر ثراءً أو تنمو اقتصاديًا بشكل مباشر بل تضر المستهلكين، وتوجه الشركات لتصنيع منتجاتها من دول أخرى يقلل من الضرر.

تظل الولايات المتحدة السوق الاستهلاكية رقم واحد في العالم، وتتطلع أمريكا الآن بوضوح إلى التسوق.

تحتاج بكين إلى تقديم عرض من نوع ما لإبطاء هذا الاتجاه سواء على طاولة المفاوضات التجارية أو في نوع من الترتيبات مع الشركات المصنعة الأمريكية التي لا تزال في الصين.

 

نهاية المقال:

كان شهر أغسطس سيئا لدرجة أن انفصالا اقتصاديا بين العملاقين قد بدأ وكان واضحا من خطوة جوجل المعلنة في آخر أيامه … في سبتمبر هناك تفاؤل وترقب إيجابي يبدو انه سيستمر حتى أكتوبر على الأقل!

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز