الحياة ليست عادلة مقولة بيل جيتس التي لا أؤمن بها

مقولة غير عادلة وغير صحيحة!

الحياة ليست عادلة، فلتعود نفسك على ذلك… ما أشهر هذه المقولة، وكم من مرة صادفتها على الشبكات الإجتماعية وهي لا تزال من العبارات الشائعة والأكثر شهرة في وقتنا الحالي.

كان من الصعب علي أن أصدق أن بيل غيتس قال هذا الكلام، لهذا قمت بالبحث عنها بالإنجليزية وتأكد لي في النهاية أن الرجل قد نطق بهذا الكلام الجنوني.

لا أفهم لماذا يردد الناس أي مقولة دون التمعن في حقيقتها ومعناها وأبعادها، فهذه المقولة بطريقة أو أخرى سيئة جدا.

الحياة ليست عادلة، انتشرت هذه العبارة في عالمنا العربي بسبب انتشار الفشل والبطالة وهي كتبرير من هؤلاء لفشلهم في الحياة العملية والشخصية.

إنها مقولة أخرى تنضم إلى قائمة طويلة من الأعذار التي يرددها الشباب وأولها أنه على الحكومة أن توفر لهم فرص العمل والحياة الكريمة وكل ظروف النجاح.

أنا شخصيا لطالما قرأت هذه المقولة ووقفت متأملا في معانيها ولا أجدها منطقية، هذا لأن فشلي وأخطائي ونكباتي في الحياة هو شيء يخصني ولا دخل للناس أو الحياة فيه، أنا من يتحمل المسؤولية وما يحدث لي هو نتاج قراراتي وتفكيري فإن كانت خيرا حصدت الخير وإن كانت شرا حصدت الشر وإن كانت ناقصة حصدت نتائج أقل مما توقعت.

 

  • الحياة ليست عادلة ضد الاعتراف بأن الفشل هو بداية النجاح

تجد نفس الشخص الذي يكرر بأن الفشل هو بداية النجاح، لا يجد أية مشكلة مع مقولة أن الحياة ليست عادلة، رغم أنهما مقولتين متضادتين.

قد تفشل في الوصول إلى هدف معين مرة ومرتين، وتقول بأن الحياة ليست عادلة وما يحدث هو ظلم كبير لك، بينما يمكنك أن تفسر ذلك بالقول أن الفشل بداية النجاح وبتعديل سياستك وتحسين استراتيجيتك يمكنك تحقيق ذلك الهدف.

من الأكيد أن الأشخاص الذين يرددون بأن الحياة ليست عادلة انهزاميون ويعانون من الاكتئاب وهذا ما توصل إليه علماء النفس، الذين يؤكدون بأن الشخص يدعي بأن الحياة ظالمة أو أنه يعاني من قلة الحظ كحيلة أو سلوك نفسي للتهرب من مواجهة المشكلة أو الأزمة والحقيقة بشكل عام.

 

  • الحياة ليست عادلة شعار الهاربون من مواجهة المشاكل والأزمات

تميل النفس الإنسانية إلى اختيار الطريق الأسهل دائما في كل شيء، ويميل أغلب الناس بعد الفشل أو الإخفاق في تحقيق أحلامهم إلى القول بأن الحياة ليست عادلة ولعب دور ضحية مؤامرة كونية، بينما الطريق الأصعب هو العمل على الاستفادة من الفشل والبحث عن جوهر المشكلة ومعالجتها.

أنا شخصيا أعتبر أن الحياة ليست عادلة، بمثابة شعار كل من يهرب من مواجهة الواقع المرير ويعتقد بأن ما يعانيه هو ظلم الحياة أو الدهر وليس نتاج اختياراته وقراراته.

إن الإعتراف بهذه المقولة الجنونية، هو سلوك للتهرب من تحمل المسؤولية دون الشعور بأي تأنيب للضمير.

 

  • بيل جيتس في نهاية المطاف كأي شخص في العالم كلامه قد يكون خاطئا

من الصعب ان تنتقد كلام بيل جيتس أو ستيف جوبز أو أي شخصية ناجحة، فأول رد فعل من أنصارهم والمتعصبين لهم هو من أنت؟ وماذا فعلت؟ كنوع من القمع ليس إلا.

ما يجب أن نتفق عليه هو أن هؤلاء في نهاية المطاف مجرد بشر، وكلنا يمكن أن نقول ونكتب أمورا قد لا تكون صحيحة.

الحياة عادلة، وما يحصل لنا هو ما نستحقه فعلا، إما أن يكون نتاج قراراتنا أو تفكيرنا، أو نتاج أخطاء ارتكبناها أو حتى اختبارا لنا والفشل الحقيقي هو التوقف واتهام الدهر أو الحياة بالظلم وأننا نتعرض لمؤامرة كونية.

 

نهاية المقال:

لا أتفق مع الرائع بيل جيتس في قوله بأن الحياة ليس عادلة، هذه المقولة التي يرددها الناس بكثرة على الشبكات الإجتماعية ما هي إلا واحدة من عبارات الإستسلام والتهرب من مواجهة المشاكل والأزمات.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.