التسويق الشبكي: فضائح شركة Nu Skin المشبوهة

التسويق الشبكي: فضائح شركة Nu Skin المشبوهة
نموذج للشركات الشبكية التي يدافع البعض عن سوء فلسفتها !

هناك العديد من الشركات العريقة ذات التاريخ الطويل و التي ستسمع بها في عالم التسويق الشبكي، واحدة منها هي Nu Skin الأمريكية.

شركة متخصصة في الحقيقة ببيع أدوات و منتجات التجميل و مستحضرات إزالة الشوائب الخلقية و تحسين لون البشرة و نقاءها و هذا سبب كافي للبعض أو أكثر بقليل ليدافع عنها و يؤكد بأنها شركة مشروعة و تعمل في التجارة المقبولة قانونيا كونها تملك منتجا على عكس الشركات الهرمية.

حسنا، ماذا لو راجعنا تاريخها الطويل و حاولنا أن نبحث عنها بشكل مفصل أكثر و نتحقق من انشطتها و واقعها قبل أن تسقط على وجهك ؟ هذا ما فعلته لقد ضيعت ساعات طويلة في البحث عنها و قراءة أكثر من مقال و خبر و استخدام البحث المعمق للوصول إلى أدلة تبرؤها أو تدينها، و النتائج هي التي سأتطرق إليها في هذا المقال.

 

  • عليك أن تشتري منتجات Nu Skin لتسوق لمنتجاتها!

المبدأ السيئ الذي تقوم عليها الشركات الشبكية هو أن الزبون يشتري المنتج حتى و إن لم يكن مهتما به كي يسوق له و ينظم إلى برنامج الإحالة الخاصة بها و يأخد المال ليس على بيع المنتج بل جلب ضحايا أخرين يشترون المنتج لتسديد تكلفة الإشتراك و التسويق لجلب المال.

في الصين مثلا عليك أن تشتري حوالي 500 يوان من منتجاتها و ذلك للإشتراك لديهم و البدء في مسيرة التسويق لمشروع الربح تحث غطاء منتجاتها التي هي معك كي يشتريها أحدهم من الشركة عبر رابط الإحالة الخاصة بك و تأخد عمولة قيامه بالإشتراك.

 

  • بدأت سنة 1984 و لديها تاريخ سيء

بلا شك Nu Skin تلعب في التسويق لنفسها على طول تاريخها، هذه الشركة تبلغ من العمر حوالي 30 سنة و لكن ماذا عن سجلها؟ هذا هو السؤال الذي ينسى الشخص المستهدف طرحه فيغرر به فقط لأن طول عمرها يدل على المصداقية التي تتمتع به.

في سنة 1992 دخلت الشركة في دوامة من الصراعات مع خمس ولايات في أمريكا اتهمتها السلطات هناك بأنها تسوق لنفسها تحث شعارات كاذية منها “الربح السريع” و تحقيق الثراء في وقت وجيز للغاية، و قد انتهت الأزمة بالتوصل إلى تسوية تقضي بتجنب المبالغة في الحديث عن أرباح الموزعين خصوصا و أن ذلك مجرد كلام دعائي لجذب المزيد من المشتركين.

و لم تتوقف Nu Skin حيث تعمدت المبالغة أيضا في جودة منتجاتها و قدرتها على إزالة الشوائب و القيام بأمور جيدة لمستخدميها ما دفع لجنة التجارة الاتحادية (FTC) في أمريكا لتغريمها بحوالي مليون دولار سنة 1994 مع التوقيع على مرسوم يمنعها من صنع ادعاءات غير مثبتة حول منتجاتها و خداع المستهلكين.

في سنة 1997 قامت لجنة التجارة الاتحادية (FTC) في أمريكا بتغريمها مجددا بمبلغ مالي وصل إلى 1.5 مليون دولار و ذلك لأنها تتعمد المبالغة في فعالية منتجاتها من خلال الحملات الإعلانية و الدعايات التي تقودها لجلب المشتركين و تجاهل مرسوم 1994 الذي يمنعها من اتباع الأساليب الترويجية المشبوهة.

 

  • فضيحة Nu Skin في الصين

بداية العام المنصرم أعلنت الحكومة الصينية عبر صحيفة الشعب التابعة لها أنها تستعد لإجراء تحقيق مفصل في نشاطات شركة Nu Skin في الصين و التحقق من أنها لا تتبع النموذج الهرمي في أعمالها.

الشركة الأمريكية سارعت إلى نفي الإتهامات الموجهة لها مدافعة عن نفسها و تاريخها و مشككة في نوايا السلطات الصينية إزاء هذا الإعلان المفاجئ و هو ما أثر على سعر اسهمها بشكل سلبي بالموازاة مع تضرر كل شركات التسويق الشبكي التي تنشط في البورصات العالمية حيث منيت حينها بخسارات إزاء التخوف مما تستعد بيجين القيام به، و من أسماء الشركات التي اهتز عرشها حينها نجد شركتي Herbalife و USANA الأمريكيتين.

بعد التحقيقات أعلنت الصين أن لدى Nu Skin حوالي 500 ألف دولار من المنتجات الفاسدة ذات الجودة الدنيئة و أنها متورطة في بيع منتجات غير قانونية كثمن لاشتراك العملاء!

بقية الشركات الشبكية هناك تتخوف من توجهات الحكومة الصينية خصوصا و أن السوق الصينية تأتي في المركز الثالث بعد كل من اليابان و أمريكا عندما يتعلق الأمر بالمعاملات المالية و الأرباح التي تجنيها شركات التسويق الشبكي أما بالنسبة لـ Nu Skin فإنها تجني حوالي 30 في المئة من أرباحها من داخل الصين و هي التي انسحبت منها لعدة أشهر بعد تلك الحادثة و أعلنت العودة إليها بشكل حذر.

 

  • منتجات Nu Skin سيئة الجودة و غير مقبولة

مستحضرات و منتجات التجميل التي تقدمها هذه الشركة إلى جانب بقية منتجاتها لا تتوافق مع معايير الجودة التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء (FDA أو USFDA) التابعة لوزارة الولايات المتحدة لخدمات الصحة وحقوق الإنسان لهذا فهي لم تحصل أبدا على شهادة رسمية تدل على أنها مقبولة.

من الجهة الأخرى فإنها تواجه لهذا السبب و لأسباب ذكرناها سابقا صعوبات للتوغل في السوق الأمريكية لاقتناع المستهلكين الأمريكيين أنهم بشراء منتجاتها فهم أنفقوا المال على أشياء لا تستحقها و أن الترويج لها حماقة أكبر.

شعبية هذه الشركة تراجعت لكل ما سبق من 80,613 زبون مروج لمنتجها سنة 2011 إلى 67,740 زبون نشيط عام 2013.

و للعلم فإن إدارة الغذاء والدواء رسميا لم تعطي لمنتجات Nu Skin أي صفة ثقة أو دليل على أنها تحترم معاييرها لأنها ببساطة ليست كذلك.

 

  • نهاية المقال:

حسنا هذه واحدة من الشركات التي يمكن أن تغويك لتكسب الأرباح الوهمية معهم، كما ترى فإن فضيحتها في الصين و وضعها السيء في أمريكا إلى جانب رفض إدارة الغذاء والدواء الإعتراف بأن منتجاتها ذات جودة مقبولة و تاريخها السيء و الطويل كلها أدلة تقف ضدها و دليل أخر على أن صمود شركة معينة لسنوات طويلة ليس برهانا صحيحا على كفاءتها و مصداقيتها.

من خلال الضغط هنا يمكنك الوصول إلى المراجع التي اعتمدتها في هذا التحقيق الطويل و المدعم بالأرقام و الوقائع و يمكنك متابعة سلسلة التسويق الشبكي لتتأكد أكثر من خلال المقالات السابقة و القادمة أن هذا المجال و النصب وجهان لعملة الحرام قانونيا و شرعيا.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز