الغاية الإقتصادية من استضافة نيكي ميناج وحفلات الموسيقى في السعودية

الغاية الإقتصادية من استضافة نيكي ميناج وحفلات الموسيقى في السعودية

قبل عدة أشهر استضافت المملكة العربية السعودية المطربة الأمريكية ماريا كاري في حفل موسيقي حظي بمتابعة كبيرة، ومرة أخرى يتكرر نفس الأمر هذا الشهر حيث ستكون نجمة الراب الأمريكي نيكي ميناج حاضرة في  مهرجان قناة “إم تي في” الأمريكية للموسيقى، المقام في جدة، يوم 18 يوليو/ تموز الجاري، بملعب الجوهرة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.

شكل الإعلان صدمة للكثير من المحافظين والأشخاص الذين اعتادوا على كون السعودية دولة دينية اسلامية بامتياز منذ قرون طويلة.

من جهة أخرى أبدى كثيرون على تويتر ترحيبهم بالفكرة منهم أنصار النجمة الأمريكية الشهيرة، لتستمر مفاجآت هيئة الترفيه السعودية.

تركز الهيئة السعودية على اقامة المهرجانات والحفلات الموسيقية في السعودية والتي يحظرها نجوم عرب وأجانب من الجنسين.

وبعيدا عن الجانب الديني والإجتماعي لهذه القضية سنتطرق إلى الغاية الإقتصادية من المهرجانات والحفلات في السعودية.

  • تشجيع السياح الأجانب على زيارة السعودية

من المعلوم أن السياحة الدينية هي التي تتصدر المشهد في السعودية، ويذهب الملايين من المسلمين من كل بقاع العالم لأجل العمرة والحج أو حتى زيارة الأماكن المقدسة لأيام معدودات.

طغيان السياحة الدينية على السياحة نحو السعودية جعل الكثير من غير المسلمين يرفضون فكرة السفر إلى هذا البلد أو زيارته، على عكس الإمارات المجاورة والتي تتمتع بجاذبية أكبر على مستوى السياحة.

تريد السعودية من تلك المهرجانات والحفلات أن تقول أنها ليست دولة دينية، يمكن لغير المسلمين زيارتها والاستمتاع بمناظرها وجوها المميز.

  • تنمية السياحة إلى السعودية

بينما تحصد السعودية دخلا جيدا من السياحة الدينية إلا أن أنواع السياحة المشروعة الأخرى تعد المملكة بمليارات دولار إضافية سنويا.

مع الترويج للسياحة إلى السعودية من خلال استقبال الفنانين من مختلف الدول والثقافات، تبعت المملكة برسالة واضحة إلى الجميع حول العالم أن أبوابها مفتوحة لمن يرغب في زيارة دولة مميزة بالشرق الأوسط.

هذا يعني المزيد من السياح والعائدات للفنادق السعودية والمزيد من إنشاء الفنادق وظهور المدن السياحية سواء في الصحاري أو على الساحل.

  • كسر مخاوف السياح الأجانب وزيادة الوافدين

لطالما كانت السياحة في السعودية مجهولة ومحفوفة بالمتاعب للسياح الأجانب، فمثلا الشخص الذي يتناول الكحول أو معتاد على السفر إلى المدن الساحلية حيث توجد المنتجعات والمراكز الترفيهية يتردد كثيرا في السفر إلى السعودية لهذا السبب.

بينما النساء اللواتي لا يرتدين ملابس محتشمة في العادة ويجدن في درجات الحرارة المرتفعة بالسعودية تبريرا لفعلهن يتفادين السفر إلى هذا البلد خوفا ردود أفعال السكان والموظفين والسلطات.

مع مشاهدة هذه الحفلات في السعودية وظهور الفنانين بنفس الملابس التي يرتدونها في أستراليا ودول أخرى، يفهم السائح الأجنبي أنه يمكنه القدوم إلى السعودية وقضاء وقت ممتع.

  • السعودية ترغب في منافسة الإمارات ودول أخرى بالمنطقة

في الخليج العربي تعد الإمارات الدولة الأفضل للسائح الأجنبي وهناك خيارات أخرى مثل الكويت والبحرين، وكل هذه الدول تستفيد بشكل متنامي من السياحة العالمية.

وتتوفر السعودية على بنية تحتية قوية وبإمكانها استثمار موارد كبرى في بناء مدن ومناطق سياحية، بينما تتوفر على صحاري كبرى وتنوع جغرافي متنوع ومثير.

هذا يعني أنه مستقبلا عوض أن يذهب سائح معين لقضاء كل وقته في دبي، سيكون بإمكانه السفر إلى جدة وعدد من المدن السعودية خصوصا السياحية منها.

سيجد السائح الأجنبي كل ما يريده في السعودية ومنها الحفلات الموسيقية بحضور النجوم المفضلين لديه، ولن يشعر بأنه في بلد مختلف كثيرا عن البلدان الأخرى.

  • رسالة إلى السائح السعودي

من المعلوم أن السائح السعودي يفضل بلدان أخرى على بلده خلال الإجازات والعطل المختلفة، حيث يسافر الكثير منهم سواء إلى دول شمال أفريقيا أو البحرين ودبي بالإمارات ولبنان أو نحو بقية دول العالم.

تريد هيئة الترفيه السعودية أن توفر تلك المظاهر الموجودة  في تلك الدول بالسعودية نفسها، وهناك خطط لإقناع السائح السعودي بقضاء المزيد من العطل داخل بلده عوض السفر إلى بلدان أخرى، وهذا يعني أن الفنادق والمطاعم المحلية والمراكز الأخرى بالسعودية ستستفيد وسيكون هناك رواج اقتصادي داخلي أفضل.

 

نهاية المقال:

الهدف من وراء استضافة الفنانين العالميين مثل نيكي ميناج هو اقتصادي صرف، هناك جانب منه يستهدف السائح الأجنبي المتردد في زيارة السعودية وجانب منه رسالة إلى السائح السعودي يفضل الدول الأجنبية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز