اعتذار مارك زوكربيرغ وأزمة فيس بوك ترد بفضيحة أخرى

اعتذارك غير مقبول

نواصل الحديث من خلال مقالات مفصلة عن أزمة فيس بوك، وهي التي بدأت أحداثها منذ الإنتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 ووصلت إلى ذروتها الآن وقد تقضي على الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم.

خلال أمس الأحد نشرت فيس بوك إعلانا ممولا عبارة عن صفحة في 9 صحف كبرى بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

الإعلان المنشور على صحف مثل NYT, WSJ, WashPost جاء ليؤكد من خلال كلمة مارك زوكربيرغ على اعتذاره بخصوص فضيحة Cambridge Analytica وانتهاك خصوصية المستخدمين.

وما إن مرت ساعات قليلة على الاعتذار حتى جاء رد الأزمة واضحا: هذه فضيحة أخرى واهانة لمستخدمي أندرويد بالضبط.

 

  • اعتذار مارك زوكربيرغ بالتفاصيل

الإعلان المنشور على صفحة واحدة محجوزة في مختلف الصحف بعنوان صغير جانبي “إعلان / دعاية” جاء مسبوقا بعبارة كبيرة: “علينا مسؤولية حماية معلوماتنا، وإذا لم نتمكن من ذلك فنحن لا نستحقها”.

وتبعه نص تضمن حقائق من قبيل أن تطبيقا أعده باحث جامعي سرب بيانات ملايين المستخدمين في عام 2014.

وقال: “هذه خيانة أمانة وأنا أعتذر عن أننا لم نبذل مزيدا من الجهد في ذلك الوقت” وتعهد بالعمل على حماية بيانات المستخدمين ومنع تكرار أحداث مشابهة.

 

  • رد الأزمة كان سريعا … فضيحة أخرى

فيما كانت التعليقات على اعتذار مؤسس فيس بوك متباينة لكن أغلبها ساخرة من هذه الخطوة، ومعتبرة كلام المؤسس مجرد أكذوبة.

جاء رد الأزمة على شكل خبر تداولته الصحف البريطانية والأمريكية أولا وتناقلته بقية وسائل الإعلام في العالم، مفاده أن فيس بوك يتجسس على المكالمات الهاتفية في هواتف أندرويد.

 

  • اهانة لمستخدمي أندرويد

البيانات التي يجمعها فيس بوك تظهر في سجل معلومات المستخدم والذي يمكن تحميله في أي وقت بالحساب ويقدم عليه عادة المستخدمين قبل حذف حساباتهم.

وضمن البيانات التي تم تنزيلها هناك سجل منذ استخدام تطبيقات فيس بوك على هواتف المستخدمين تتضمن مدة المكالمات الهاتفية، تواريخها، أرقام الهواتف المتصلة، المكالمات التي تم إلغاؤها وأيضا الرسائل النصية SMS التي يتبادلها المستخدمون.

وفسرت مواقع تقنية تلك البيانات بأن فيس بوك ماسنجر هو الذي يقوم بجمعها وهو الذي يطلب عادة من المستخدمين صلاحية الوصول إلى جهات الإتصال وسجل المكالمات، وعندما يحصل عليها يستخدم البيانات في اقتراح الأشخاص الذين يمكن أن يرغب المستخدم في إضافتهم إلى أصدقائه على فيس بوك.

لكن التفسير غير مقنع، ويفتح الباب لتساؤلات خطيرة وتأكيد شكوك لطالما راودتنا فعلا، هل فيس بوك يتنصت على المكالمات الهاتفية؟ ماذا يريد من تلك البيانات التي يجمعها؟ ماذا أيضا عن الرسائل النصية SMS التي يجمعها؟

كشخص على دراية كبيرة بعالم الإعلانات وجمع البيانات عن المستخدمين واستخدامها في عرض إعلانات ذات صلة، أؤكد أن تسجيل المكالمات الهاتفية الواردة والصادرة وحفظ المعلومات وتتبع الرسائل النصية عنها ليس له علاقة بعرض إعلانات ملائمة للمستخدمين.

إذن الشركة لديها أهداف غير معلنة وقد اتضح من فضيحة Cambridge Analytica أنها تسعى إلى استخدام البيانات للتلاعب بالانتخابات في الدول وعرقلة الديمقراطية ولأغراض سياسية دنيئة مثل اشعال الحروب الأهلية.

شركات الاستشارات السياسية مستعدة لدفع ملايين من الدولارات مقابل هذه البيانات الحساسة التي يجمعها فيس بوك وسيساعدها في الكثير من الأمور.

 

نهاية المقال:

وما إن مرت ساعات قليلة على الاعتذار الذي نشرته فيس بوك على صفحات صحف بريطانية وأمريكية حتى جاء رد الأزمة من خلال الكشف عن فضيحة التجسس على مكالمات مستخدمي أندرويد لتزيد الطين بلة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز